مجدى يعقوب وبائع المناديل
نشر البروفيسور مجدى يعقوب وقال:
انا البروفيسور مجدى يعقوب استاذ دكتور امراض القلب والاوعيه الدمويه؛من اربعين سنه بالظبط زي اليوم ده كان عندى مؤتمر مهم جدًا في انجلترا ....اشتغلت واستنيت كتييير علشان اليوم ده وكنت جاهز ومستعد له ...ليله سفري لانجلترا مكنتش عارف انام من كتر التوتر والفرح لكن ضغطّْ على نفسي لاني لازم اصحي بدرى،عندى طياره الصبح بدرى...
يوم السفر الصبح للاسف صحيت متاخر علي المعاد اللي المفروض اقوم فيه،اتصدمت واتوترت...معرفش ازاى لبست هدومى واخذت شنطى ونزلت جرى ادور علي تاكسي ياخدني للمطار لكن للاسف مفيش...اضطريت اخد عربيتي وقولت هكلم حد ياخدها من المطار...
ركبت عربيتي وبدات اطير بمنتهى السرعه والقلق والعصبيه ...وانا مش قادر افكر في ان الطياره ممكن تفوتني،فرفعت عيني للسماء وقلتله يارب انت عارف تعبي علشان يوم زى ده وانتظارى ليه وانا عارف انك أمين وانى مش ههون عليك تكسر بخاطرى...
لكن للاسف لقيت الطريق واقف قدامى مبيتحركش لان في حادثه كبيره اوى حصلت على اول الطريق اللي انا ماشي فيه ...فكرت انزل من العربيه واخذها جري لكن لقيت اللي بفكر فيه مفيهوش جدوى،رفعت عيني للسماء وانا غضبان ومستاء وقولتله ليه كده ليه يارب؟؟؟؟!!كنت فاكر اني مش ههون عليك!!!
انتظرت في عربيتي وزهقت من القعده؛فنزلت من العربيه وفجأه شوفت المشهد ده:
عمارة من العمارات اللي كانت حوالينا فيها واحد بيوضب شقته جايب شكاير اسمنت كتييير اوى ومكنش لاقي حد يطلعهاله ....فاتفق مع شاب عمره 16 سنه كان بيبيع مناديل علي الرصيف انه يطلعله شكاير الاسمنت تلك وهو يظبطه يعني...الشاب فِرح وابتسم ووافق وفضل يعاني لغايه مخلص مهمته...جه الشاب بقي مستني اجرته،راح الراجل مطلعله 20 جنية وادهالوا...الولد شاف المبلغ اتجنن وزعق وقاله اي ده ي استاذ اعمل بيه اي دول انا عاوز 100 جنية...
الراجل ضحك بسخريه وقاله 100 جنية اى يابني انت اتجننت هو انا بقبض كام 100جنية...
المهم بعد المناوشاه دى الراجل قال له هى 20 جنية هتاخدها ولا تمشي....الولد بصله كده بمنتهي الاسي والغل وقاله عارف انا مش هلوم عليك انا هلوم علي اللي خلقني ونساني ورماني في الشارع...اللي ظلمني ربنا مش انت وانا مش مسامحه.
طبعًا انا استغربت اوى من الكلام حاشا اننا نقول كده علي ربنا؛الله ليس بظالم لكن فكرت مع نفسي وقلت اي اللى وصل الولد ده لحاله مأساويه بالشكل ده ؟؟؟
وبما أني كده كده واقف فقولت اروح اشوفه واتكلم معاه شويه؛وطبعًا مكانش طايق كلام ولا سلام وانا بصراحه مقدرتش امشي واسيبه خصوصًا بعد ما لقيته بيبكي جامد وبيحاول يدارى دموعه مني...قعدت جنبه علي الارض وبعد محاولات نصفها فشل بدأ يكلمني عن حياته...ابوة اللي انفصل عن امه ورماهم؛وامه اللي اتجوزت وجوزها مش عاوزة ...ولما عرف اني دكتور ابتسم
وقال لي :انا طالب في اولي ثانويه عامه وببيع مناديل علشان اصرف علي نفسي وحلمي اكون دكتور ...أخذته في حضني وقولتله ربنا بيحبك امسك فيه لانه بيك تقدر تحقق كل احلامك اللي ظلمك الناس مش ربنا وفي ناس متعرفش ربنا حقيقي كان بيسمع لي لكن تقريبًا مش مقتنع اوى .
بعد3ساعات الطريق اتفتح اخذت عربيتي ومشيت بسرعه علي المطار في رجاء أخير علي حسب اني الاقي الطائره أتاخرت علي السفر لاي سبب ولكن للاسف اول ما وصلت عرفت انها طلعت في معادها.
ركبت عربيتي وانا بفكر فى اللي حصل معاى ده اكيد مش صدفه....كل شيء بترتيب وحكمه الله الخالق
ياتري ربنا كان عاوز مني ايه باللي حصل ده....؟؟؟؟
فجأه خطرت علي بالي فكره هى اني ارجع للشاب ...اه نسيت اقولكم اسمه وائل...اخذت عربيتي ادور علي وائل لغايه ملقيته مكانه بيبيع مناديل.
فعرضت عليه انه يشتغل عندى في العياده وانا هتكفل بمصاريفه واساعده في الدراسه لحد ما يحقق حلمه ....الولد طار من الفرحه وقبلا فورًا اخذته معايا وبدأنا الرحله كان شاطر ومتفوق جدًا .
استمر بتفوقه ده لغايه محقق اول جزء من احلامه والتحق بكليه الطب البشري العام
ولأول مره اشوف وائل واقف بيصلي وهو بيقول: {متشكر يارب على حلمي اللي مضاعش متشكر انك ساعدتني وبعتلي عمو يعقوب علشان يساعدني في الوقت اللي كل الناس اتخلت فيه عني؛كنت فاكرك ظالمني لكن يارب انا اللي ظلمتك ...اوعدك يارب انى اساعد المحتاجين وافرحك زى ما فرحتني.}
وطبعًا انا كنت طاير من الفرحه من اللي بسمعه من وائل.
دا الوقت وبعد 20 سنه انا مسافر تاني بكره لمؤتمر كبير تاني في انجلترا بس المره دي مش لوحدى معايا الدكتور وائل الحاصل على الدكتوراه فى امراض القلب واللي من اشطر الدكاتره في مجاله.
طلعت من اللي حصل ده بجملتين:
1-اوعي تكون سبب لعثره حد ي ربنا او تكون سبب ضيقه وصرخه انسان لربنا لان الايه واضحه جدًا (خليك حضن للمتألم مش الوجع اللي منه بيصرخ ويتألم).
2-الطائره اللي انا ملحقتهاش وقعت ولم ينجو منها احد.
تعليقات
إرسال تعليق